في تسمية الخمر خمرًا ثلاثة أقوال: أحدها أنها تخمر العقل أي تستره، أخذ من خمار المرأة التي تستر به رأسها، والخمر الشجر الكثير الذي يغطي الأرض. قال: فقد جاوزتما خمر الطريق. الثاني: أنها تخمر نفسها لئلا يقع فيها شيء يفسدها، وخصت بذلك لدوامها تحت الغطاء لتزداد جودتها وشدة سورتها. ومنه قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (خمروا الآنية) أي غطوها. الثالث: لأنها تخامر العقل أي تخالطه، قال الشاعر: فخامر القلب من ترجيع ذكرتها ... ومن لطيف ورهن منك مكبول والخمر: محرم بالكتاب، والسنة، والإِجماع. أما الكتاب: فقول اللَّه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} سورة المائدة: ٩٠ إلى قوله تعالى {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}. =