للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واجبًا في أحد الوجهين (١).

وسهم (للمساكين) (٢)، والمسكين: هو الذي يجد ما يقع موقعًا من كفايته إلَّا أنه لا يكفيه كأنه يحتاج في كل يوم إلى عشرة دراهم، (ويكتسب) (٣) كل يوم خمسة، فيدفع إليه تمام الكفاية.

وقال أبو حنيفة: المسكين أمس حاجة من الفقير، وبه قال الفراء، وثعلب (٥) واختاره أبو إسحاق المروزي، وبقولنا قال مالك (٦).

فإن ادعى (عيلة) (٧) لا يكتسب ما يكفيهم، لم يقبل قوله إلَّا ببينة في أحد الوجهين، فإن ادعى تلف ماله، لم يقبل إلَّا ببينة، لأنه روي في الخبر حتى (يشهد) (٨) ثلاثة من ذوي (الحجى) (٩) من قومه.


(١) والوجه الثاني: لا يحلف: لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يحلف الرجلين، "المهذب" مع "المجموع" ٦/ ١٧٩.
(٢) (للمساكين): في ب، جـ، وفي أ: المساكين.
(٣) (ويكتسب): في ب، جـ، وفي أ: ويكسب.
(٤) الفراء اللغوي النحوي الإِمام هو أبو زكريا يحيى بن زياد الكوفي، "تهذيب الأسماء واللغات" ٢/ ٢٨٠.
(٥) ثعلب: هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار النحوي ويعرف بثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة، ولد سنة ٢٠٠ وتوفي ببغداد سنة ٢٩١، "تاريخ بغداد" جـ ٥/ ٢٠٤.
(٦) لأن اللَّه تعالى بدأ بالفقراء، والعرب لا تبدأ إلا بالأهم فالأهم، فدل على أن الفقير أمس حاجة، ولأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا" وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- يتعوذ من الفقر" فدل على أن الفقر أشد، "المهذب" ٦/ ٢٠٤.
(٧) (عيلة): في ب، جـ، وفي أ: علية.
(٨) (يشهد): في أ، وفي ب، جـ: يتكلم.
(٩) (الحجى): في ب، جـ، وفي أ: حجى.

<<  <  ج: ص:  >  >>