للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتصرفه فيها وحكمه عليها، فرأى الأشياء كلها منه (١)، صادرة عن نفاذ حكمه وتقديره وإرادته القدرية، فغاب بما لاحظ من الجمع عن التمييز والفرق، ويُسمى هذا جمعًا؛ لأن العبد اجتمع نظره إلى مولاه في كل حكم وقع في الكون، وفي ملاحظة هذا الحكم الذي صدرت عنه المتفرقات (٢) اجتمع قلبه، ولضعف قلبه حين حضر (٣) هذا الاجتماع (٤) لم يتسع (٥) للتمييز الشرعي بين (٦) الحسن والقبيح، بمعنى أنه انطوى حكم معرفته بالحسن والقبيح في طي هذه المعرفة الساترة له عن التمييز، لا بمعنى أنه ارتفع عن قلبه حكم التحسين والتقبيح، بل اندرج في مشهده وانطوى بحيث لو فُتش لوُجِد حكم التحسين والتقبيح مستورًا في طيّ مشهده ذلك، وبالله التوفيق".

وتلخيص ما ذكره شيخنا - رحمه الله - أن للفعل وجهين: وجه هو قائم بالربّ تعالى، وهو قضاؤه، وقدره له، وعلمه به، ومشيئته النافذة فيه الموجدة له، ووجه هو قائم بالعبد، وهو كسبه له، وفعله واختياره.


(١) "م": "مسنه" مهملة، والمبثت من "د".
(٢) "م": "التفرقات" تحريف، وانظر: "مدارج السالكين" (٥/ ٣٩٣٠).
(٣) "م": "حبر" تحريف، والمثبت أشبه بالسياق.
(٤) من قوله: "الذي صدرت" إلى هنا ساقط من "د".
(٥) "م":"يقع"، وفي حاشيتها: "ظ: يتسع"، وهو المثبت من "د".
(٦) "د" "م": "من"، تحريف ظاهر.