للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الوالبي: عن ابن عباس: «{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}، قال: ما فتح الله عليك يوم بدر. وقال أيضًا: هو الغنيمة والفتح. والسيئة: ما أصابه يوم أحد: شُجَّ في وجهه، وكُسِرت رَباعِيته» (١).

وقال أيضًا: «أما الحسنة فأنعم الله بها عليك، وأما السيئة فابتلاك بها».

وقال أيضًا: «ما أصابك من نكبة فبذنبك، وأنا قدّرت ذلك عليك» (٢).

ذكر ذلك كله ابن أبي حاتم.

وفي تفسير أبي صالح: عن ابن عباس: «{وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ}: الخصب، {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} الجدب والبلاء» (٣).

وقال ابن قتيبة في هذه الآية: «الحسنة النعمة، والسيئة البلية» (٤).

فإن قيل: فقد حكى أبو الفرج ابن الجوزي (٥): عن أبي العالية أنه فسّر الحسنة والسيئة في هذه الآية بالطاعة والمعصية، وهو من أعلم التابعين؟

فالجواب: إنه لم يذكر بذلك إسنادًا، ولا نعلم صحته عن أبي العالية، وقد ذكر ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي العالية ما تقدم حكايته، أن ذلك في السراء والضراء، وهذا هو المعروف عن أبي العالية، ولم يذكر ابن أبي حاتم


(١) أسنده الطبري (٧/ ٢٤٢)، وابن أبي حاتم (٣/ ١٠١٠).
(٢) أسنده وسابقه ابن أبي حاتم (٣/ ١٠١٠).
(٣) أورده ابن الجوزي في «زاد المسير» (٢/ ١٣٧).
(٤) «غريب القرآن» (١٣٠).
(٥) «زاد المسير» (٢/ ١٣٨).