للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأي خير يغلب في خلق الكفر والفسوق والعصيان والظلم والبغي؟

وأي خير في إيلام غير المكلفين، كالأطفال والمجانين؟

فإن قلتم: فائدته التعويض؛ انتقض عليكم بإيلام البهائم.

ثم (١) وأيّ خير في خلق الدجال، وتمكينه من الظهور والافتتان به؟ وإذ قد اقتضت الحكمة ذلك فأي خير حصل في تمكينه من إظهار تلك الخوارق والعجائب؟

وأي خير في السحر وما يترتب عليه من المفاسد والمضار؟

وأي خير في إلباس الخلق شِيَعًا، وإذاقة بعضهم بأس بعض؟

وأي خير في خلق السموم وذوات السموم، والحيوانات العادِيَة المؤذية بطبعها؟

وأي خير في خراب هذه البِنْية بعد خلقها في أحسن تقويم، وردّها إلى أرذل العمر بعد استقامتها وصلاحها؟

وكذلك خراب هذه الدار ومحو أثرها.

فإن كان وجود ذلك خيرًا غالبًا فإبطاله إبطال للخير الغالب.

دع هذا كله، فأي خير راجح أو مرجوح في النار، وهي دار الشر الأعظم والبلاء الأكبر؟

ولا خلاص لكم عن هذه الأسئلة إلا بسدّ باب الحكمة والتعليل،


(١) «ثم» من «ج».