للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه لهذه، ولا أبالي"، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا (١).

أخبرنا عمرو بن محمد، حدثنا إسماعيل بن رافع، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى خلق آدم من تراب، ثم جعله طينًا، ثم تركه، حتى إذا كان صلصالًا كالفخّار كان إبليس يمر به فيقول: خُلِقت لأمر عظيم! ثم نفخ الله فيه من روحه، قال: يا ربِّ، ما ذريتي؟ قال: اختر يا آدم. قال: أختار يمين ربي ــ وكلتا يدي ربي يمين ــ. فبسط الله كفّه، فإذا كلّ من هو كائن من ذرّيته في كفّ الرحمن" (٢).

أخبرنا النضر، أخبرنا أبو معشر، عن سعيد المقبري ونافع مولى الزبير، عن أبي هريرة قال: "لما أراد الله أن يخلق آدم ــ فذكر خلق آدم ــ فقال له: يا آدم، أيُّ يديّ أحب إليك أن أريك ذرّيتك فيها؟ قال: يمين ربِّي -وكلتا يدي ربي يمين-، فبسط يمينه، وإذا فيها ذرّيته كلهم ما هو خالق إلى يوم القيامة، الصحيح على هيئته، والمبتلى على هيئته، والأنبياء على هيئاتهم، فقال: ألا أعفيتَهم كلهم؟ فقال: إني أحببتُ أن أشكر" وذكر الحديث (٣).


(١) أخرجه أحمد (١٧٥٩٣) بإسناد صحيح. قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٨٥): "رجاله رجال الصحيح"، وفي الباب عن معاذ وأنس وغيرهما.
(٢) أخرجه من هذا الوجه مبسوطًا أبو يعلى (٦٥٨٠)، وإسماعيل بن رافع ضعيف صاحب مناكير، كما في "المجروحين" (١/ ١٢٤)، واختلف فيه أصحاب المقبري واضطربوا في لفظه، قال الترمذي (٣٣٦٨) بعد أن أخرجه من طريق آخر: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "، وانظر: "السنن الكبرى" للنسائي (٩/ ٩٠ - ٩٣).
(٣) جزء من حديث طويل أخرجه ابن بشران في "الأمالي" (١/ ٢٨٧)، وعزاه في "الدر المنثور" (١/ ٢٥١) إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم.