للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصير كافرًا بأبويه، فإذا لم يكن مع أبوين كافرين فهو مسلم، فلو لم تكن الفطرة الإسلام لم يكن بعدم أبويه يصير مسلمًا؛ فإن الحديث إنما دلّ على أنه يولد على الفطرة.

ونقل عنه الميموني: أنّ الفطرة هي الدين، وهي الفطرة الأولى.

قال الخلال (١): أخبرني الميموني، أنه قال لأبي عبد الله: «كل مولود يولد على الفطرة»، يدخل عليه إذا كان أبواه معه أن يكون حكمه حكم ما كانوا صغارًا؟

فقال لي: نعم، ولكن يدخل عليك في هذا.

فتناظرنا بما يدخل عليَّ من هذا القول، وبما يكون بقوله (٢).

قلت لأبي عبد الله: فما تقول أنت فيها؟ وإلى أي شيء تذهب؟

قال: [أَيْش] (٣) أقول! أنا ما أدري؟ أخبرك هي مسلمة (٤) كما ترى.

ثم قال لي: والذي يقول: «كل مولود يولد» ينظر أيضًا إلى الفطرة الأولى التي فُطِر الناس عليها.


(١) «أحكام أهل الملل من الجامع» (١٥ - ١٦).
(٢) قراءة محتملة من «د»، ترجحها موافقة مصدر النقل، ووقعت في كتاب الخلال: «يقويه».
(٣) زيادة من مصدر النقل.
(٤) كذا في «د»، وإحدى النسخ الخطية لـ «درء التعارض» (٨/ ٣٩٥)، ولم أتبين وجهها، ويغلب على الظن أنها محرّفة عن «مسألة» وهي الأليق بمقام تردد الإمام، كذلك جاءت في نسخة أخرى من «درء التعارض»، وفي كتاب الخلال (١٦)، والله أعلم.