ويريد أستاذنا العمارى بذكره هذه الوقائع أن يدعم شكه الذي سبقت الإشارة إليه في نسبة هذا الرأي إلى النظام. وقد عزاه إلى عيسى بن صبيح الزدار شيخ الاعتزال في بغداد. والذي يلقب براهب المعتزلة.
وإلى الجعد بن درهم مؤدب مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين.
والجعد - هذا - كان معروفاً بالتطرف في الرأي.
وعلى هذا فليس النظام هو أول مَن قال بهذا الرأي.
وإنما نُسِبَ إليه المذهب وعُرِف به لأنه أكثر القول فيه.
* * *
[* رأى آخر للنظام:]
وكما نُسِب القول بالصرفة إلى النظام. . فقد نُسِب إليه قول آخر هو أن القرآن معجز لا فيه من الإخبار بالأمور الماضية والآتية.
كما يذكر الدكتور العمارى حقيقة أخرى. هي: أن القائلين بالصرفة - سواء أكانوا معتزلة أم غير معتزلة - لم يحطوا من شأن بلاغة القرآن. وجمال
أسلوبه، لأن القول بالصرفة لا ينال من القول ببلاغة القرآن وعلو طبقته.
* * *
[* تعقيب:]
لسنا في موضع دفاع عن المعتزلة والتظام. ومهما استند إليه الباحثون من
التشكيك في نسبة هذا القول إليهم. فإن المعتزلة قد عُرِفوا بالجرأة في مسائل
العقيدة والسياسة فلا يُستساغ: لا يُقبل أن يبرأ النظام وأشياعه عن ابتداع هذا القول في فهم الإعجاز.
وإن لم يكونوا هم القائلين به فمَن يكون مبتدعه إذن؟