[* بنو إسرائيل والرجفة:]
(فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) .
" الرجفة " من الرجف، والرجيف: هو شدة الحركة والاضطراب.
ويقال: بحر رجاف. والإرجاف: إيقاع الرجفة إما بالفعل وإما بالقول.
والمقصود بها في الآية حركة الجبل الشديد، واضطرابه وعليه المختارون من
قوم موسى.
والمراد معنى الأخذ المجازي الذي هو: الهلاك والموت.
يقال: أخذته الحمى - إذا أماتته. وفاعل الأخذ بالمعنى الحقيقي الذى شرحناه هو الله تعالى. وإسناده إلى الرجفة مجاز عقلي علاقته السببية.
والقرينة استحالة وقوع الهلاك من الرجفة بغير إذن الله وإرادته وقدرته.
وسره البلاغي هو المبالغة في تصوير الهلاك حتى صارت الرجفة عدواً لهؤلاء
الناس فصرعتهم لا كفروا.
وفي إطلاق الأخذ على الهلاك مجاز لغوي على طريق الاستعارة التصريحية
التبعية والجامع ما يترتب على كل من اختفاء الميت والمأخوذ.
والقرينة استحالة أن تأخذهم الرجفة أخذاً. كلما يأخذ صاحب المتاع متاعه.
واجتماع المجازين في هذه العبارة شبيهه من كلامهم قول الشاعر:
وَتُحْيى لهُ المالَ الصوارمُ والقَنَا. . . وَيَقْتُلُ مَا تُحْيِى التبَسُمُ والجَدَا
حيث استعار الإحياء والقتل لجمع المال وتفريقه.
وأسند كلا من " تحيى " و " يقتل " إلى غير ما هو له.
وهو " الصوارم " في الأول. و " التبسم " فى الثاني.
وسره البلاغي المبالغة في تصوير المعنى.
والبيت كناية عن الشجاعة والكرم أو استعارة تمثيلية وهو الأظهر.
*