[* محاسن الكلام:]
أما الأنواع الأخرى التي خصئها باسم محاسن الكلام فقد ذكر منها: الالتفات
- الاعتراض - الرجوع - حسن الخروج - تأكيد المدح بما يشبه الذم - تجاهل المعارف - الهزل يُراد به الجد - حسن التضمين - التعريض والكناية - الإفراط فى الصفة - حسن التشبيه - لزوم ما لا يلزم - حسن الابتداء.
هذه إشارة سريعة لبديع ابن المعتز، وهو أول كتاب حاول فيه وضع ضوابط
للفنون البلاغية، ولا شك أن ابن المعتز قد أفاد من إشارات السابقين مثل
الجاحظ والأصمعى، خاصة وأنه نقل عن الأصمعى بعض أمثلته في الالتفات.
وهى قول الشاعر:
أتنْسَى إذْ تُوَدعُنَا سُليْمَى. . . بِعُودِ بَشَامَةٍ سُقِىَ البشَامُ
لكنه ينفرد عن السابقين بمحاولته الجادة، وتصنيفه المتخصص. ولذلك كان
لكتابه الآثار الآتية:
أولاً: أنه أول كتاب صُنف في البلاغة العربية. وتخصص فيها ولم يخلطها
بغيرها من فنون الأدب كما هو الحال عند الجاحظ والأصمعى.
ثانياً: أنه كشف عن زيف مدرسة البديع. . وادعائها أنها صاحبة الفضل فيه، فالقرآن الكريم والأدب النبوى والأدب الجاهلى - شعره ونثره - والأدب
الإسلامى - منظومه ومنثوره - هذه المصادر غنية بذكر الأمثلة التي تدل على
أصالة هذا الفن وعمق جذوره في الآداب الرفيعة.
ثالثاً: وكتاب " البديع " - بعد - دراسة فنية لعناصر الجمال في الفن
الأدبي جُمِعَ فيه محاسن الكلام التي ازدان بها كلام الفحول من الجاهليين
* والإسلاميين ووردت في الكتاب الكريم، وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة والتابعين.