للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقرآن ملىء بمثل هذه الدرر الغوالى مع قوة المعنى ووضوحه وشدة أسره

للأفهام.

وقد تناوله قوم فأصابوا وأخطأوا، فأما ما جاء في القرآن فهو أبلغ منه

وأوجز، ولعل مضرب الأمثال في ذلك قوله تعالى:

(وَلكُمْ فِى القصَاصِ حَيَاةٌ) .

فإذا قورن به قول العرب: " القتل أنفى للقتل ". فإن عبارة القرآن قد

فاقته من عدة وجوه قد عنِىَ العلماء بإفاضة القول فيها.

مع أن هذا القول المصادر عن العرب كانوا يعدونه أبلغ ما قيل في معناه.

* *

[* نصوص معيبة:]

على أن كثيراً من الشعراء قد أوجزوا فأخلُوا، وشرط بلاغة الإيجاز وضوح

المعنى. . من ذلك قول عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:

أعَاذلُ عَاجِلُ مَا أشْتَهِى. . . أحَبُ مِنَ الأكْثَرِ الرَائِثُ

لأنه أراد: عاجل ما أشتهى مع القِلة أحب إلى من الأكثر البطيء، فترك

"مع القلة " وبه تمام المعنى.

ومنه قول عروة بن الورد:

عَجِبْتُ لهُمْ إذْ يَقْتُلُونَ نُفَوسَهُم. . . وَمَقْتَلهُم عِنْدَ الوَغَى كَانَ أعْذَرُ

لأنه أراد أن يقول: عجبتُ لهم إذ يقتلون نفوسهم في السلم وقتلهم فى

الحرب أعذر، فترك " في السلم " وبه تمام المعنى كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>