للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى مولداً كانت الألفاظ مولدة. وإذا كان المعنى متوسطاً كانت الألفاظ

كذلك، وإذا كان متداولاً كانت الألفاظ معروفة مستعملة.

*

[* ائتلاف اللفظ مع المعنى سمة للقرآن كله:]

هذا ملخص ما ذكره المؤلف. ونحن إذا نظرنا إلى عنوان الباب كان القرآن

كله مثالاً له. لأن الألفاظ في القرآن مؤتلفه مع معانيها لم يند منها موضع

واحد. وعلى هذا فإن إيراد الأمثلة فيه شىء من التسامح.

هذا بالنظر إلى عنوان الباب كما قلنا.

أما بالنسبة للأحوال التي ذكرها كشرح وتعريف للباب.

فإن التمثيل واجب لبيان الأقسام الواردة في التعريف.

ولم يختص ابن أبى الإصبع بالكلام عن هذا الأصل

بل تحدث عنه كثيرون من العلماء كابن سنان وابن الأثير والعلوي.

وقد مثَّل ابن أبى الإصبع له بقوله تعالى:

(قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (٨٥) .

وقد وجَّه النص بما ملخصه:

فإنه سبحانه لما أتى بأغرب ألفاظ القَسَم وهي التاء - إذ الواو والباء أعرف

منها عند العامة وهما أكثر دوراناً على الألسنة - لما أتى بها أتى بأغرب صيغ

الأفعال التي ترفع الأسماء وتنصب الأخبار، لأن " كان " وبقية أخواتها أعرف

عند الكافة من " تفتأ " وأكثر منها استعمالاً. .

وكذلك " حرضاً " فإنها أغرب الألفاظ الدالة على الهلاك، فاقتضى حسن النظم أن تجاور كل لفظة بلفظة من جنسها في الغرابة أو الاستعمال.

توخياً لحسن الجوار ورغبة فى ائتلاف المعاني بالألفاظ. ولتتلاءم الألفاظ في الموضع وتتناسب في النظم

<<  <  ج: ص:  >  >>