ولا أرى ضرورة ذكر هذه الأخبار وأسانيدها هنا.
فإن التأمل في فواصل القرآن أكبر شاهد عليه.
وقد ضربنا له بعض الأمثلة، والآن أريد أن أتعرض لتلك الناحية
التي أشرتُ إليها من قبل والتي لم أعثر على إشارة إليها من أحد
وبالله التوفيق. .
* * *
[* بحث جديد في الفوصل القرآنية:]
ذلك أننى ألاحظ - وهذه فكرة أطرحها للدراسة والبحث الأوسع - أن
الفاصلة القرآنية في الآيات الطويلة - سواء أكانت في السور الطوال أو القصار أو المتوسطة الطول والقصر - تأخذ سمة الاستقلال بمعنى أنها تأتى بعد تمام معنى أو معان رئيسية في الآية.
فتكون هي بمثابة تعليق عليها وتؤدى حينئذ وظيفة التعليل أو الإنكار، أو التوكيد أو الترغيب، أو زيادة الإيضاح.
وهى غالباً ما تكون في هذا النوع جملة مستوفية الأركان.
ويغلب عليها أن تكون اسمية.
أما في الآيات القصيرة، سواء أكانت في السور الطوال أو القصار،
أو المتوسطة الطول والقصر، فتكون كلمة مكملة لمعنى الآية التي هي فيها
معمولة من حيث الحكم النحوى لعامل فيها. وليس لها سمة الاستقلال لأنها
ليست جملة.
وقد تكون جملة قصيرة خاطفة، فعلية أضمر فيها فاعلها. ويغلب مجئ
هذه الفواصل في السور القصار مما يسمونه " قصار الفصل " وما قارب ذلك.
ونذكر الآن بعض الأمثلة لهذين النوعين.
ثم نحاول توجيه هذا الصنيع الأدبى توجيهاً بيانياً، وبالله التوفيق. .
* *