للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أى يأكلون غافلين غير مفكرين في العاقبة كما تأكل الأنعام في المسارح

والمعالف غافلة عما هي بصدده من النحر والذبح ".

والآن. . قد كملت الصورة التي رسمها القرآن من حيث تشبيه الكافرين

بالأنعام حتى لا يكادوا يمتازون عنها إلا في الهيكل العام.

*

[* صورة رابعة - الكافرون وسلب الإحساس:]

(مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٤) .

وهذه صورة مقررة لما سبق، شُبًهَ فيها فريق الكافرين بالأعمى والأصم،

وقابل ذلك تشبيه المؤمنين بالبصير والسميع.

قال الزمخشري: " وهو من اللف والطباق، وفيه معنيان: أن يشبه الفريق

تشبيهين اثنين كما شبه امرؤ القيس قلوب الطير بالحشف والعناب.

وأن يشبهه بالذي جمع بين العمى والصم والذي جمع بين البصر والسمع. على أن تكون الواو في " الأصم " و " السميع " لعطف الصفة على الصفة كقول الشاعر:

يَا لهفَ زبايةِ لِلحَارثِ. . . السابح فالغانم فالآيبِ

لكن الأولى إبقاء حرف العطف على أصله من عطف ذات على ذات فيكون

التشبيه متعدداً ولا ضير في ذلك.

ولا حاجة إلى التخريج الذي ذكره

الزمخشري فهو مجرد احتمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>