للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه أيضاً - أي من المتعدد - قوله تعالى: (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ) . . فقد تعدد المشبه به والمشبَّه مفرد.

وبهذا يندفع ما ذهب إليه الأستاذ على الجندى من نفى التعدد عن تشبيهات

القرآن الكريم مع خلوها - متعددة، وغير متعددة - من أثر للتكلف والصنعة.

*

[* مدخول الأداة في التشبيه المركب:]

ثامناً - أن أداة التشبيه في القرآن الكريم حين تدخل على أحد أجزاء

الصورة التشبيهية في التشبيه المركب فإن الجزء الذي تدخل عليه هو أعظم تلك الأجزاء في رسم الصورة. لذلك أوثر دخولها عليه من بين بقية الأجزاء.

يظهر هذا جلياً في المواضع الثلاثة التي شبَّه فيها القرآن الدنيا في سرعة

فنائها بعد ازدهارها. فإن الأداة في تلك المواضع الثلاثة لم تدخل إلا على الماء، والماء ليس مشبَّهاً به بل مجموع الأجزاء مع ملاحظة الصورة المكونة منها هى المشبَّه بها.

وما ذلك إلا لأن الماء هو أهم عنصر من عناصر تلك الصورة التي أريد

التشبيه بها. فليس في بقية الأجزاء جزء ليس للماء مدخل فيه.

وكذلك عندما ضرب الله مثل اليهود في حفظهم للتوراة. وترك العمل بها،

فإن الأداة دخلت على أحد أجزاء الصورة وهو الحمار، والحمار في تلك الصورة هو أهم جزء من أجزائها كلها لذلك أوثر الدخول عليه.

وكذلك عندما شبَّه الله أعمال الذين كفروا، فإن الأداة دخلت على أهم جزء من أجزاء الصورة وهو الرماد.

<<  <  ج: ص:  >  >>