[* مقامان مختلفان:]
مقامان مختلفان. اختلف معهما التعبير اختلافاً روعي فيه دقائق الوقف
وخفايا الأحوال.
هذا توجيهى للتقديم والتأخير في هذه المواضع الأربعة، وظاهر أن اعتمادى
فيه كان بحسب النزول وقرائن الأحوال.
أما الخطيب الإسكافي فقد بحث فيه من جهتين. .
الأولى: لماذا كان التقديم في البقرة: (وَمَا أُهِلَّ لغَيْرِ اللهِ بِهِ)
هو الأصل وأبان أن أصالته من حيث إن الضمير الذي هو الَهاءَ في " به " مجرور بالباء و " لغير الله " معدى باللام.
وما جُر بمثل هذه الباء فحقه التقديم على ما عداه.
وعبارته في ذلك: " أما الموضع الأول - يريد البقرة - فإنه جاء
على الأصل الذي يقتضيه حكم اللفظ لأن الباء التي يتعدى بها الفعل في هذا
المكان من جملة الباءات التي تجيء كحرف من نفس الفعل.
فيجب لذلك أن تكون أحق بالتقديم ".
أما تقديم " لغير الله " على " به " في المواضع الثلاثة المذكورة فقد اكتفى
بأنه قُدِّم فيها لأنه الأهم.
والذي يبدو أن ما اهتديتُ إليه فيه تحليل موضوعى للأسلوب.
وكشف للسر
على غير الوجه الذي ذكره الإسكافي.
* *
* الموضع السابع " القَوَامة والشهادة ":
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (٨) .