والتوكيد قال: " وفائدته العظمى التقرير وقد قيل: إن الكلام إذا تكرر
تقرر".
وهناك شيء هام غفل عنه الزركشي. إذ لا يكفى أن يكون مجرد التوافق فى
أسلوب القرآن وأسلوب العرب من حيث إن في كل منهما تكراراً، لا يكفى أن يكون هذا سبباً في الحكم على التكرار يالجودة، فنحن لسنا في موضع يُراد فيه إثبات مشروعية التكرار، وإنما في موضع يبحث عن مزايا وخصائص التعبير القرآني، ومنها التكرار.
ويرى الزمخشري رأياً يقرب من رأى الزركشي لكنه أعمق فهماً منه.
قال: " إن في التكرير تقريراً للمعاني في الأنفس. وتثبيتاً لها في الصدور.
ألا ترى أنه لا طريق إلى تحفظ العلوم إلا ترديد ما يرام تحفظه منها.
وكلما زاد ترديده كان أمكن له في القلوب، وأرسخ له في الفهم، وأثبت للذكر، وأبعد من النسيان ".
وهنا لا بدَّ أن نقرر حقيقة هامة. هي: أن الإشادة بجمال التكرار في القرآن
لم يقتصر على العلماء العرب. بل إن كثيراً من المستشرقين قد شهدوا بذلك
منهم " جرونيبادم " - كما نقل عنه عبد الكريم الخطيب في كتاب " الإعجاز
القرآني " (جـ ١: ص ٣٨٥) - ومع هذا الحق الذي يشهد به الأصدقاء
والأعداء فإننا نستنطق القرآن نفسه. وهو خير وأعدل، ولنأخذ لهذا كله -
مثلاً - قصة آدم عليه السلام. وقد كُرِرت في سبع سور سبع مرات.
* *
[دراسة تحليلية لقصة آدم]
* نصوص القصة في القرآن الكربم:
٩ - البقرة من الآية ٣٠ إلى الآية ٣٨: