وذلك أمر أدعى إلى تعظيم الله القادر. والانكباب من عَلَّ على الجباه تقديراً له حق قدره. وذلك لأن: (فَقَعُواْ لهُ سَاجدينَ) في معنى الانكباب الفورى وهو معنى زائد على مجرد الأمر الوارد في المواضع الأخرى: (اسْجُدُواْ لآدَمَ) .
ويلاحَظ - كذلك - أن إحدى هاتين العبارتين جاءت في سورة " ص "،
وسورة " ص " هذه هي أول سورة تحدثت عن القصة، وهي مكية.
فإن سورة الحجْر مكية كذلك.
والقوم في مكة شديدو العناد للإسلام. فناسب حالتهم هذه
التفصيل في القول والاتجاه به نحو القوة.
وذلك ما تكفلت به السورتان: سورة "ص " و "الحِجْر ".
* *
[* ملاحظة جديرة بالتسجيل:]
هذه خلاصة وجيزة لما اشترك من عناصر القصة في جميع المصادر.
ونرى أن نذكر ملاحظة جديرة بالتسجيل هي أن الإشارة جاءت عابرة عن قصة آدم فى سورة الكهف.
وهي وإن اشتملت على العناصر الثلاثة التي لم يخل منها مصدر
من مصادر القصة. فإن جانب القصص غير ظاهر فيها.
وإنما جيء بها تمهيداً لإنكار أن يتخذ الناس إبليس وذُرِّيته أولياء من دون الله
. . والعهد المكي لم يكن في حاجة إلى تفصيل بعد أن تحدثت عنها خمس سور
مكية في تفصيل ووضوح.
لذلك جاءت آية " الكهف " لمحة عابرة إلى حديث طويل معلوم وذائع أمره.
كما أن هذه السورة على وجازة ما جاء في آيتها من حديث القصة فإنها اشتملت على جديد لم يُصرَّح به في غيرها.
وذلك الجديد هو: (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)
فنسبته إلى الجن. والحكم علَيه بالفسق لَم يرَد إلا في آية " الكهَف ".