للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودليلي على ذلك من القرآن نفسه أن الواو حُذِفت في هذا الموضع.

بينما لم تُحذف في الموضع الأول.

والسبب: أن الآية الأولى تبدأ بقوله تعالى: (وَهُوَ الذي سَخرَ البَحْرَ

لِتَاكُلواْ مِنْهُ) وما عطف عليه من استخراج الحلية.

وجرى السفن. وابتغاء الفضل.

أما الآية الأولى فليس فيها ما يصلح لعطف الابتغاء عليه. فهو إذن متعلق

بـ " مواخر " والمعنى - كما بيَّنا - لا يأباه. والله أعلم.

"

[* رأي الخطيب الإسكافي:]

أطال الإسكافي في توجيه هذا الموضع واهتم في حديثه بتقديم: " فيه " فى

فاطر وحذف الواو منها.

ويكاد يتفق رأيه مع ما ذكرناه. . إلا أنه زاد أن من جملة ما اقتضى تقديم

" فيه " أن حروف الجر في هذا الموضع جاءت مقدمة في أكثر من موضع:

(وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا) .

والإسكافي موفق في هذا التوجيه الذي اتفقنا معه في جوهوه وزاد هو

المناسبة اللفظية من تقديم نظير ما قدم.

* *

* الموضع الرابع عشر " وَلقَدْ صَرَّفْنَا للنَّاسِ في هَذَا القُرآنِ ":

(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>