والواقع أن اللغة عامل هام في تنمية الذكاء وحدته. ما دامت اللغة هى
الأداة في التفكير. فالأشخاص الذين يفكرون تفكيراً عميقاً مضطرون للبحث
عن معلومات ومعارف، ونتيجة ذلك أنهم يحصلون على ثروة هائلة من تلك
الأفكار. وبديهى أن هذه الأفكار تستدعى الكلمات التي تدل عليها. وبها
يكون التحصيل والتفكير. . ونحن نطلق على مثل هؤلاء أنهم مفكرون أذكياء.
* * *
[* وظيفة اللغة - إذن - ما هي؟]
إن الشائع بين الناس - قديماً وحديثاً - أن اللغة وسيلة لنقل الأفكار.
وحول هذا المعنى حام كثير من المفكرين، فهذا " هنرى سويت " يُعرِّف وظيفة اللغة تعريفاً كلاسيكياً فيقول: " إن اللغة هي التعبير عن الأفكار بوساطة الأصوات الكلامية المؤتلفة في كلمات ".
ويذهب " إدوارد سابير ". نفس المذهب إذ يقول: " اللغة وسيلة إنسانية
خالصة وغير غرزية إطلاقاً لتوصيل الأفكار. والانفعالات والرغبات عن طريق نظام من الرموز التي تصدر بطريقه إرادية ".
ويتابع الأستاذين " هنرى " و " إدوارد " كثير من المحدَثين على ما بينهم
من اختلافات في الذاهب الفكرية. . . إذ يرون أن الوظيفة الأساسية للغة هى أنها وسيلة من وسائل الاتصال أو التوصيل. أو النقل أو التعبير عن طريق
" الأصوات الكلامية " وأن ما توصله اللغة أو تنقله أو تعبر عنه هو الأفكار
والمعاني والانفعالات والرغبات. . . إلخ، فاللغة عندهم لا تعدو أن تكون مرآة عاكسة للفكر، أو مستودعاً للفكر النعكس. . ويلخص " جوفنز "" الإنجليزي وظيفة اللغة فيما يأتى: