والطبرى يخصه كذلك بنعيم الدنيا قال:" ثم ليسألنكم الله عزَّ وجلَّ عن
النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا ماذا عملتم فيه؟ ومن أين وصلتم إليه؟ وفيم
أصبتموه "؟.
وأنا مع مَن يحمل المراد بالنعيم في آية التكاثر على نعيم الآخرة. جرياً مع
العُرف القرآني في استعمال هذه الكلمة على المنهج الذي شرحناه.
ولكن ما معنى السؤال - حينئذ - عن نعيم الآخرة؟
الذي يبدو وجيهاً في هذا السؤال " أنه سؤال توبيخ وحسرة ". فقد كان
مطلع السورة:(أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢) .
ناعياً على هؤلاء حظهم من الحياة الباقية. حيث شغلوا أنفسهم بالدنيَا ورأوا فيها كل متع الحياة. ولم يفيقوا من ضلالهم حتى أنزلهم الموت قبورهم بعد أن ضيعوا على أنفسهم كل مسعى ناجح.
وحين يرى هؤلاء ما أعده الله لعباده الطائعين من نعيم مقيم. يسألهم الله عن
النعيم الحق. ما هو؟
أهو ما يرونه أمامهم من جنات تجرى من تحتها الأنهار. وحور عين.
وولدان مخلدين. فيها ما تشتهيه الأنفس وتقر به الأعين.
أم هو ما كانوا يحظون به في الحياة الدنيا من نعمة زائلة. وعرض هالك. .
أى النوعين أحرى أن يسمى نعيماً.
[* مغزى السؤال:]
وهذا السؤال يحقق غرضين:
أولهما: بيان خطأ مسعاهم وضلال ما كانوا به يتمسكون.