للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: أنه مهَّد لنوعينِ من الدراسات:

النوع الأول: البحث البلاغى نفسه. حيث كان هذا الكتاب الشعاع الذى

أمسك به مَنْ جاء بعده من العلماء فعكفوا على دراسة الوجوه البلاغية وجمعها وتصنيفها والمضي بها خطوات إلى الأمام عصراً بعد عصر حتى اكتملت معالمها وأصبحت فناً مستقلاً بعد أن كانت مزيجاً مع الفنون الأخرى كاللغة والأدب، وخاصة النقد.

والنوع الثاني: أنه مهَّد لنوع جديد من النقد الذي كان له عظيم الأثر

فى إثراء النقد الأدبي عند العرب. واكتمال ووضوح دعائمه، هو نقد

" الموازنات ".

* * *

[* قدامة بن جعفر:]

وجاء قدامة بن جعفر (٢٧٥ - ٣٣٧ هـ) بعد ابن المعتز، ووضع كتابه

المعروف " نقد الشعر " وقد تحدث فيه عن البديع وفنونه بجانب حديثه عن

الشعر ومعايير الجوَدة فيه حيث - اللفظ، والوزن، والقافية، والمعنى. والذى يهمنا من هذا الكتاب حديثه عن البديع لاتصاله بموضوعنا.

والبديع - عن قدامة - ثمانية وعشرون فناً وافق ابن المعتز في ثمانية منها

وهى: الاستعارة، والتجنيس، والمطابقة، والالتفات، والاعتراض،

ويسميه " التتميم "، والإفراط في الصفة ويسميه " الغلو والتشبيه " (١) .

وينفرد قدامة بالأنواع الآتية:

١ - صحة التقسيم

٢ - صحة المقابلات

٣ - صحة التفسير

٤ - ائتلاف اللفظ مع المعنى

٥ - المساواة

٦ - الإشارة


(١) وقع خطأ في المصدر المذكور إذ قال: توارد معه قدامة في سبعة. والصحيح: ثمانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>