والريح طيبة، وعاصفة، وعقيم، وعاتية، أوصاف لا تُطلق إلا على عقلاء.
ولكنك تجد في القرآن الريح موصوفة بهذا الوصف: (حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ) .
ولم يكن الجائي هنا هو الريح وحده بل الموج كذلك جاء ساعياً بلا قدم من كل مكان: يمين وشمال، أمام وخلف.
(وَفى عَادٍ إذْ أرْسَلنَا عَليْهِمُ الرَّيحَ العَقِيمَ)
العُقم في الأصل يُطلق على المرأة التي لا تلد ولكنه هنا جاء وصفاً للريح التي لا تأتى بخير.
(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦) .
أي شديدة البطش. فهى جند من جنود الله الذَين لا يُغلبون.
[* الأرض تهتز وتنشط:]
والأرض ليست تلك الكتلة المنبسطة التي يسير عليها الناس.
ولكنها كائن عاقل كذلك، تراها " هامدة " مرة و " خاشعة " مرة أخرى. . وتراها فتاة خضرة تمرح وتفرح ويهزها الطرب:
(وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥) .
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) .
وهكذا تصبح الأرض بلمسَة واحدة مصدراً للنشاط والحركة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute