وإنبات الزرع والأشجار والثمار، وأنه تعالى خلق أشياء كثيرة يعلمها الناس، وخلق غير ذلك مما لا يدخل تحت علمهم في الماضي أو الحال أو الاستقبال.
فالطابع الغالب على هذه المعاني هو الخلق والإيجاد والتسخير. بعد هذا
قال: (أفَمَن يَخْلقُ كَمَن لا يَخْلقُ) .
ولعل المعنى منها: أفمن خلق هذه الأشياء - ويخلق ما يشاء - وهو حي
قادر على كل شيء دلت على ذلك آثاره - كمن لا يخلق شيئاً -
وهو يُخلق ويُصنع وهو أعجز ما يكون أن يفعل شيئاً؟
ويكون - على هذا التقدير - وجه الشبه النفي هو العجز والضعف. .
يعنى أن القُدرة الفائقة ثابتة للهِ.
والعجز المقْعِد ثابت لما سواه أصناماً وغيرها من المخلوقات.
وعلى هذا - والله أعلم - لا قلب في التشبيه هنا.
* *
* البيع، والرِّبَا:
أما الآية الثانية: (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا) فقد نزلت في شأن أهل مكة
وكانوا يستحلون الربا وبالغوا في حلْيتَه حتى جعلوه أصلاً قاسوا عليه البيع
فأمر القلب فيها ظاهر والداعي إليه معلوم.
وهذا التقديم ينبئ عن مغالطة فاحشة ركن إليها مستحلو الربا.
شأنهم فى ذلك شأنهم في كل مسائل العقيدة والسلوك والأخلاق.
قالوا: ومنه قوله تعالى: (أفَرَأيْتَ مَنِ اتخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ) . .
وهذا يلزم عليه أمران: