للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (١٩) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠)

* *

[* عرض سريع:]

فى هذه الآيات يتحدث القرآن عن طائفتين من الناس:

طائفة كافرة، وأخرى جمعت إلى الكفر النفاق.

وفي حديثه عن كل من الطائفتين ذكر أوصافها،

وأسباب تلك الأوصاف وجزاءها المدَّخر لها في الآخرة.

ففى الآية الأولى من النص الحكيم إجمال للحديث عن الكافرين.

وفي الآية الثانية تفصيل موجز لقصتهم.

وفي الآية الثانية عشرة مثل مضروب لهم.

ثم حكم عليهم في الآية الثالثة عشرة.

أما قصة المنافقين فتبدأ بالآية الثالثة من النص الحكيم. حتى الحادية عشرة.

وعندها يُسدل الستار قليلاً ليبرز أمامنا مثل الكافرين في الآية الثانية عشرة

وما بعدها وبهما ينتهى الحديث عن الكافرين. ويُرفع الستار مرة أخرى عن

طائفة المنافقين. ليضرب لهم - أيضاً - مثلاً موضحاً وكاشفاً لحقيقتهم وبهذا

ينتهى الحديث عن الطائفتين (١) .

وفي كلا الموضعين - الكافرين والمنافقين - كان حديث انقرآن مفصلاً بحكمة ومقدَّراً بمقدار.

أولاً - في شأن الكافرين:

وقد حصر القرآن شأنهم في البقاء على الكفر والعناد مهما دعوا وأنذروا.


(١) في جعل المثل الأول للكافرين والثاني للمنافقين مسايرة منا للدكتور محمد عبد الله دراز إذ هو صاحب هذا الرأي. وقد خالف به ما أجمع عليه المفسرون وسنفصل هذا بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>