للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (١٥٥)

وقوله: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (١٣)

[* نتيجة:]

هذا التتبع لاستعمالات كلمة " نقض " في صورها المختلفة في القرآن

الكريم، يضع أمامنا حقيقة هامة، هي أن القرآن قد عبَّر بها في كل موضع من مواضعها المذكورة سواء مثبتة أو منفية. عبَّر بها عن إبطال العهد وعدم الوفاء به بعد الالتزام والتحمل. . وإبطال العهد أمر معنوي. .

أما النقض فهو فسخ التركيب في المركبات الحسية كالحبل والغزل ونحوهما فهو أمر حسي.

واستعماله في المعنوي مظهر من مظاهر إبراز القرآن للمعاني المعقولة فى

صورة المحسوسة اعتناءً بالمعنى، وإظهاراً له في أجلى صور الوضوح.

* *

[* القطع والوصل:]

وكذلك جاء التعبير في بيان الجريمة الثانية التي ارتكبها الخالفون وهي:

(وَيَقْطعُونَ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ أن يُوصَلَ) .

فالقطع والوصل مستعملان في غير ما خصهما به الوضع.

لأن القطع مستعمل حقيقة في الأجسام الصلبة المتماسكة.

فهو في أمر حسي. . وكذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>