لماذا اختصت اللغة العربية الثمانية بهذه الواو دون غيرها من الأعداد؟
وأظن أن محاولة توجيه هذا الجعل الأخير لا يخرج عن تعليلات ليس تحتها طائل.
* *
[* موضع ثالث لحذف الواو:]
ومن أمثلة حذف الواو وذكرها أيضاً قوله تعالى:
(وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (٤) .
وقوله تعالى: (وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (٢٠٨) .
فالموضعان متماثلان. وقد ذكر الواو في الأولى. وحذف في الثانية. .
فما السر؟
وقد رد ابن الأثير المسألة إلى مجرد الجواز من حيث الصناعة النحوية.
قال: " اعلم أن كل اسم نكرة جاء خبره بعد " إلا ".
يجوز إثبات الواو في خبره وحذفها، كذلك قولك:
ما رأيت رجلاً إلا وعليه ثياب.
وإن شئت قلت: إلا عليه ثياب - بغير واو ".
وكلام ابن الأثير على ما فيه من خلط بين الخبر والصفة لا يحل الإشكال لأن
مجرد الجواز النحوي تخريج عام لا ينطبق على موضوعنا هذا إلا من وجه بعيد
كما ترى.
ويقول الزمخشري: " هذه الواو ذكرت في آية الحجْر لتفيد لصوق الصفة
بالوصوف على نحو ما كان في قوله تعالى: (سَبعَةٌ وَثَاَمِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) .
* *