للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأما تقديم " حكيم " على " عليم " في الأنعام. فلأن المقام

تشريع الأحكام ومنه تقديم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) .

وذلك لأنها سبب حصول الإعانة. ويتفق ضياء الدين بن الأثير مع ابن الصائغ فى هذا التوجيه.

[* تقديم ذو وجهين:]

ويخالفهما العز بن عبد السلام إذ يقول.

" وقدم (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) على (إِيَّاكَ نَسْتَعينُ) - لأن (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)

- خبر بمعنى الدعاء فيكون من التصف المختَص بالعبد. والعبادة مختصة

بالله تعالى فقدم (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) ليقع ما لله في نصفه، وما للعبد في نصفه.

أو قُدم اهتماماً بالعبادة لأنهم يُقدِّمون الأهم ".

فالتقديم هنا عند العز محتمل لوجهين:

أن يكون لما بينه من جَعْل ما لله لله، وما للعبد للعبد.

وهذا التوجيه تبدو فيه روح عبد السلام فقيهاً محدثاً.

أن يكون التقديم من أجل أهمية العبادة على الاستعانة.

وهنا يبدو هو بلاغياً متذوقاً.

٨ - الكثرة على القلة: ومن أمثلته عنده قوله تعالى: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ) . قَذم " الظالم " لكثرته، ثم " المقتَصد "

ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>