[* ذل اليهود ومسكنتهم:]
(. . وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) .
هذا إخبار من الله تعالى عن اليهود لما عصوا الله وكفروا به. وقتلوا الأنبياء
ظلماً وعدواناً، وخلاصة هذا الإخبار أن اليهود أذلاء وضعفاء أينما كانوا
وحيثما حلوا. جزاء لهم على جرائمهم النكرة، فلازمتهم الذلة والمهانة، وجاء التعبير وافياً بالغرض أيما وفاء.
يقول الزمخشري: " جُعِلت الذلة محيطة بهم مشتملة عليهم فهم فيها كما
يكون في القبة مَنْ ضُرِبت عليه. أو ألصقت بهم حتى لزمتهم ضربة لازب كما يُضرب الطين على الحائط فيلزمه ".
ويُفهم من هذا معنيان: الإحاطة، واللزوم. وفي التعبير معنيان آخران ذلك
أن الضرب في نفسه مشعر بذل المضروب فاختير هنا ليناسب لفظة " الذل "
المجعولة عليهم.
والضرب من شأنه إيلام المضروب وإيجاعه. وهذا يُشعر بالأثر السيئ الذى
يجده اليهود من ملازمة الذلة والمسكنة لهم. وإحاطتهما بهم.
وهذا الضرب مجاز طريقه الاستعارة التمثيلية أو المكنية.
ويجوز حمله على الاستعارة التصريحية التبعية.
وهذا من باب مناسبة اللفظ للمعنى.
وفي قوله تعالى بعد هذا مباشرة:
(. . . . وَبَاءُوا بِغَضَب مِنَ الله) مناسبة كذلك، فإن ضرب الذلة
والمسكنة عليهم يناسبه: (وبَاءُوا بِغَضَب مِنَ اللهِ) .
* *