٣ - ألفاظ القرآن:
لألفاظ القرآن جانب كبير في سموه فوق أنماط التعبير الأخرى.
وتقوم هذه الألفاظ القرآنية على اعتبارات لم تتحقق لغيرها.
لذلك فإن النظر فيها لم يقتصر على جانب واحد، بل يجد الباحث المجال فسيحاً أمامه حين يعمد إلى دراسة ألفاظ القرآن.
ولذلك فإننا نحدد منذ الآن الجوانب التي سندرسها فى
هذا البحث الذي خصصناه لدراسة اللفظ القرآني وتلك الظواهر يمكن إجمالها فى الآتى:
(أ) روعة اللفظ القرآني في نفسه.
(ب) إصابته المقتل في الدلالة على معناه.
(ب) خاصته التعبيرية في القرآن.
وجدير بالذكر أن هذه الجوانب سيأتى الحديث عنها ممزوجاً بعضه ببعض. على أن نثير إلى كل ظاهرة حين ورودها في النماذج التي سنذكرها لبيان قيمة
الألفاظ القرآنية الجمالية ودورها في قضية الإعجاز. . .
[* روعة اللفظ القرآني في نفسه:]
" القرآن يتأنق في اختيار الألفاظ. ويستخدم كلا حيث يؤدى معناه في دقة
فائقة تكاد تؤمن معها بأن هذا المكان إنما خلقت له هذه اللفظة دون سواها ولذلك لا تجد في القرآن ترادفاً. بل كل كلمة تحمل إليك معنى جديداً.
فالألفاظ فيه قولة عنيفة في مقام التهديد والوعيد، رقيقة عذبة في مجال
الترغيب والتهذيب. وهادئة حسنة في مقام التشريع والتفريع.