للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" تلقون " محذوف. معناه: تلقون إليهم أخبار رسول الله بسبب المودة

التي بينكم وبينهم. . .

فإن قلت: " وقد كفروا " حال مِمَ؟

قيل: إما من " لا تتخذوا " وإما من " تلقون " أي لا تتولوهم أو توادونهم وهذه حالهم

. . و " يخرجون " استئناف كالتفسير لكفرهم وعتوهم.

أو حال من " كفروا ".

فأنت ترى إلى أي مدى كانت القيود في هذه الآية محتملة للوجوة الإعرابية

التي تبعها اختلاف في المعنى.

* *

[* سر هذه الظواهر:]

لماذا جاء القرآن على هذه الوجوه؟

نرى الزمخشري يجيب على هذا السؤال فيقول:

فإن قلتَ: " هلَّا كان القرآن كله محكماً "؟ يعنى دلالته قطعية في كل

موضوع.

قلت: لو كان كله محكماً لتعلق الناس به لسهولة مأخذه، ولأعرضوا

عما يحتاجون فيه إلى الفحص والتأمل من النظر والاستدلال.

ولو فعلوا ذلك لعطدوا الطريق الذي لا يتوصل إلى معرفة الله وتوحيده إلا به.

ولما فى المتشابه من الاستيلاء والتمييز بين الثابت على الحق، والمتزلزل فيه. ولما فى تقادح العلماء وإتعابهم القرائح في استخراج معانيه ورده إلى المحكم من الفوائد الجليلة والعلوم الجمة ونيل الدرجات عند الله.

هذا كلامه. وهو - وإن كان في الدفاع عن ورود المتشابه في القرآن - فإن

له بما نحن فيه نسباً وصلة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>