هذه خلاصة سريعة لما ذكره الزركشي في توجيه هذه المواضع.
لكن الباحث لا يقنع بما ذكره جملة وإن كان بعضه مقبولاً.
ويحسن هنا التفرقة بين اللعب واللهو. .
*
[* مفهوم اللعب واللهو:]
" لعب: أصل الكلمة " اللُعاب " وهو البزاق السائل. .
ويلعب فلان: إذا كان فعله غير قاصد به مقصداً صحيحاً. . ".
" اللهو: ما يُشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه. يقال: لهوتُ بكذا. .
ولهيتُ عن كذا: اشتغلت عنه بلهو. . . ".
هذا ما ذكره الراغب في تحديد معنى اللعب ومعنى اللهو. والتأمل فيهما
يجد أنهما غير مترادفين. بل لكل منهما معنى. فاللعب لا يكون إلا فعلاً لم
يتحدد من ورائه قصد مفيد.
أما اللهو فقد يكون فعلاً من أفعال النفس غير
مصحوب بحركة ويكون حينئذ أقرب إلى معنى الذهول.
قال الزمخشري: " يقال لمن كان في عمل لا يجدى عليه: إنما أنت
لاعب ".
وقال في موضع آخر: " يشتغلون بما لا يجدى عليهم كأنهم يلعبون ".
وقال أبو السعود: " اللعب عمل يثقل النفس ويفترها عما تنتفع به.
واللهو صرفها عن الجد ". فالفرق - إذن - أن كل لعب يمكن أن يكون لهواً.
وقد ينفرد في الذهول النفسي ولو لم يُصحب بعمل.