ولنذكر مثالاً آخر من غير هذا النوع. سورة نبحث عن العلاقة بينها وبين
السورة التي قبلها والسورة التي بعدها حسب ترتيبها في المصحف.
وعن العلاقة التي بينها وبين السورة التي قبلها والسورة التي بعدها حسب ترتيبها فى النزول.
أي نبحث فيها من جانبين. هما اللذان أشرنا إليهما:
[* الكوثر وجارتاها في المصحف:]
أما السورة فهى قوله تعالى:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣) ."
صدق الله العظيم
هذه السورة، هي أقل سور القرآن الكريم في عدد الكلمات والجُمَل.
وتتكون من خبر، ثم أمرين معطوف ثانيهما على أولهما. ثم خبر أيضاً.
ومع قصرها هذا فإنها جمعت بين الأغراض الآتية:
١ - الامتنان والمدح: (إِنَّا أعْطيْنَاكَ الكَوْثَرَ) المخاطب محمد - صلى الله عليه وسلم - يمتن الله عليه بأن أعطاه الخير الكثير.
ومن كان كذلك فهو للمدح أهلٌ وموضع.
٢ - الأمر بالطاعات من صلاة ونحر وتقرب لله وشكر له على نعمه:
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) .
٣ - الذم: فإن مَنْ كان أبتر لا عقب له فهو مذموم: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣) .
هذه ثلاثة أغراض اشتملت عليها هذه السورة القصيرة.
ولا شذوذ في هذا الجمع. وإنما إحكام والتئام.