وهذه المرحلة من القصة قد اشتركت في الحديث عنها مجموعة من السور هي:" البقرة " قال سبحانه: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (٣٦) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (٣٧) .
حسداً منه وحقداً عليهما على أن بقيا في الجنة وطُرِدَ منها.
والذي نلاحظه هنا أمور:
أولاً: أن السورتين المكيتين اتفقتا في التفصيل والتعبير عن إغواء الشيطان
لهما بالوسوسة، بينما عبَّرت عنه السورة المدنية بالإزلال.
كلما جاءت فيها المعاني مجملة.
ثانياً: أن التفصيل في كلتا السورتين المكيتين - مع اختصاص الأعراف
بنصيب وافر فيه - صوَّرَ لنا - لقطات هامة هي: الغرض من الوسوسة - أسلوب الخداع الذي سلكه اللعين في الإضلال، وهذا الأسلوب اعتمد على الإغراء والتأكيد بالقسم - بدو سوءات آدم وحواء - اجتهادهما في سترها بورق الجنة، تأنيب الله لهما على ما بدر منهما. ومخالفتهما نصحه.