للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أظن أن هذا النوع من التشبيه معروف خارج دائرة القرآن.

فهو كذلك سمة من سماته الفريدة.

سابعاً - تجمع تشبيهات القرآن بين أقسام التشبيه الأربعة المعروفة من حيث

الطرفان.

ففيه تشبيه المحسوس بالمحسوس وتشبيه المعقول بالمحسوس وهذا القسم هو

الغالب فيه. كتشبيه الإنفاق الخالص بسنبله أنبتت سبع سنابل.

وكتشبيه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة والكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة. . . وغير ذلك كثير.

*

[* وهم مدفوع:]

وقد وَهمَ بعض المعاصرين فقال إن تشبيهات القرآن تقف عند هذين

القسمين. لأن تشبيه العقول بالمعقول وارد في القرآن الكريم، ومنه قوله

تعالى: (وَإذا قيلَ لهُمْ آمنُواْ كَمَا آمَنَ الناسُ قَالواْ أُنُؤْمنُ كَمَا آمَنَ

السُّفَهَاءُ)

وقوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) .

وقوله تعالى ْ (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) .

وقوله تعالى: (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧) .

فلا يشك - أحد أن التشبيه في هذه الآيات واقع بين معقول ومعقول، فكيف ساغ إذن أن يقال إن التشبيهات في القرآن لم تخرج عن ذينك القسمين؟

<<  <  ج: ص:  >  >>