فالاختصاص من تقديم المفعول " إياي " والتوكيد من تكرار الفعل الفسر
ولعل هذا هو الفرق الذي قصد إليه الزمخشري بين: (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) .
و (إيَّاكَ نَعْبُدُ) لأن " إياك " منصوب بالفعل بعده لعدم اشتغاله بسواه
و (إيَّاكَ نَعْبُدُ) يفيد الاختصاص - دون التوكيد - لعدم إرادة تقدير فعل
قبل " إياك ".
* *
[* إيضاح:]
وفي على حذف الفعل - هنا - لإفادة الاختصاص مجاراة لما ذكره الزمخشري
والسيد وصاحب المطول " وإلا فالحقيقة أن الاختصاص مستفاد من تقديم المفعول لا من التكرار. بدليل وجود الاختصاص مع عدم التكرار المفهوم من الحذف ".
وإلى هذا يشير السيد في حاشيته على المطول فيقول:
" وقدم المفعول عوضاً عنه - أي عن الشرط المحذوف - على أحد الرأيين مع كون تقديمه مفيداً لأمرين أخريين: الاختصاص وصيرورة " الفاء " متوسطة في الكلام كما هو حقها.
فصار الكلام هكذا: " إياى فارهبوا. ثم كرر الفعل تأكيداً وقصداً ".
* * *
* حذف الفعل اكتفاءً بآخر:
وقد يُحذف الفعل لوقوعه في خير فعل آخر لكل منهما معموله في الكلام.
ولقوة اختصاص ذلك المعمول بفعله. ودليل الحذف في هذا النوع هو العُرف
اللغوي، أو الشرعي. . فمن الأول قوله تعالى:
(فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ)
والتقدير: فأجمعوا أمركم. وادعوا شركاءكم، وَقد جاء ذلك