للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي أراه: أن جانب المجاز فيما أسند إلى الله من معان يرى الزمخشري

فيها أن الإسناد فيها جار على المجاز العقلي، أو يذهب المفسرون إلى تفسيرها

بالإمهال. . أن جانب المجاز في مثل هذه كقوله تعالى:

(وَيَمُدُّهُمْ فِى طغْيَانهمْ يَعْمَهُونَ) أن الله يمنع عنهم ألطافه ولا ييسر لهم سبل الهداية.

لأنه علم أنهم اختاروا الغيَّ على الرشد.

ووجهه: أن يشبه منع أسباب الهداية عنهم بإمدادهم بوسائل الضلال

والطغيان. . والجامع أن كلا من الأمرين - المنع والإمداد - يترتب عليه

إغراقهم في الضلال ولجوهم فيه.

*

* العَمَه. . العمى:

و" العَمَه " مثل " العمى "، إلا أن العمى يشمل فقد البصر. وخطل

الرأي، بينما العَمَه خاص بضلال الرأي ومنه قولهم: سلك أرضاً عمهاء: أى لا منار فيها.

وكذلك فرق الراغب بين العمى والعَمَه فقال: العَمَه: التردد في الأمر من

التحير! يقال: عمه وعامه. والعمى يقال في افتقاد البصر والبصيرة، ويقال

فى الأول: أعمى، وفي الثاني: أعمى وعم.

والمادة تدور حول الحجب والتغشية، والمتتبع لمادة " عَمَه " في القرآن

يجدها قد استعملت في معنى الضلال مطلقاً.

وذلك في المواضع الآتية:

(وَيَمُدُّهُمْ فِى طغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) .

(وَنَذَرُهُمْ فِى طغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>