للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما ترتيب الفاعيل فيما بينها فقيل: الأصل تقديم المفعول المطلق، ثم

المفعول به بلا واسطة حرف الجر، ثم ما كان بواسطة.

ثم المفعول فيه: الزمان فالمكان. ثم المفعول لأجله. ثم المفعول معه، والأصل - كذلك - أن يذكر الحال عقيب صاحبه والتابع عقيب المتبوع من غير فاصل.

وعند اجتماع التوابع فالأصل تقديم النعت ثم التأكيد ثم البدل ثم البيان.

[* ملاحظة:]

١ - أرى أن هذا الترتيب من باب الفرض والتقدير، لأن الأساليب لا تكاد

تجتمع فيها هذه المعمولات في موضع واحد.

كما أنه يبدو كمنهج القواعد الجافة، والأفضل - بلاغة - أن يخضع التقديم والتأخير فيها لنفس الاعتبارات التي رأوها في المسند إليه والمسند.

٢ - أو لأن ذكره أهم. وذلك حسب اعتناء المتكلم أو السامع.

وهذا الاعتبار يغنى عن الترتيب الذي ذكرناه آنفاً.

وقد مثلوا لذلك بقولهم: " قتل الخارجي فلان "

لأن قتل الخارجى هو الأهم لا مَن قتله.

وكأن يقال: قتل اللصَّ شرطيٌّ فإن خشية الناس من اللص تجعل نبأ قتله عندهم هو المطلوب لا مَن باشر القتل.

٣ - وإما لأن في التأخير إخلالاً بالمعنى. . ومثلوا له بقوله تعالى:

(وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ) .

فلو أخر " مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ " عن " يَكْتُمُ إِيمَانَهُ " لوَقع في الوهم أنه صلة.

فلم يفهم أن ذلك الرجل من آل فرعون وهو المطلوب.

فقد ذكرت الآية للرجل ثلاثة أوصاف. فقدم الإيمان، لأنه أشرفها. .

وأُخر " يَكْتُمُ إِيمَانَهُ " لأن في تقدمه على الثاني خللا بالمعنى وهذا توجيه سديد ليس عليه اعتراض.

<<  <  ج: ص:  >  >>