(ب) الخيال: ليس من سبيل أمام الأديب عندما يريد نقل تجربته، والتعبير عن شعوره وانفعالاته إلا الخيال الخصب.
والصور الأدبية الناضرة يتخذ منها وسيلة للإبانة والكشف عما في الشعور.
شريعة الأديب في البيان هي المجازات والتشبيهات والكنايات، وتصيد المشاهد الحية. .
فالذي يُشرك بالخالق هاو سقط من السماء فتوزع في حواصل الطيور.
أو جرفته الريح إلى مهاوى الهلاك السحيقة.
والرجل الشجاع القلب أسد يزأر في صحراء مخيفة.
والكريم الذي يصل رفده لكل سائل بحر زاخر يروى الظامئين.
والتردد في أمره كالواقف في مكان يرفع رجلاً مرة ويضع مرة أخرى. . .
والأغصان تحركها النسمات عرائس تتعانق بعد غياب طال.
ولعل في بيت ابن الرومى الآتى - يصف الطبيعة أيام الرييع - أكبر دليل على مانقول: تَبَرجَتْ بعدحَيَاءٍ وخَفَرْ. . .
تَبَرْجَ الأنْثَى تصَدَّتْ لِلذكرْ! والآن نوجز أهم الفروق بين الأسلوبين. .
[* الفروق بين العلمي والأدبي:]
١ - الأسلوب العلمي يخاطب العقل - وموضوعه حقائق ثابتة أو كالثابتة.
وقَل أن نجد فيه أثراً للانفعال، بينما الأسلوب الأدبي يخاطب العاطفة فيثيرها بما يبسطه أمامها من تجارب وقيم شعورية، وغايته الإمتاع الجَمالى والإقناع الذوقى، أما العلمي فهدفه الإقناع العقلي بما يستخلصه من نتائج مدعومة بالدليل.
٢ - العبارات في الأسلوب العلمي دقيقة محددة الدلالة لا إيحاء فيها ولا تعميم.
وفي الأسلوب الأدبي نجد فخامة الألفاظ والإيحاء والإثارة والشمول، وشيوع الخيال بما في اللفظ من دلالة مجازية وتشبيهية أو كنائية.