* الموضع الثالث عشر " وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ ":
(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٤)
(وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) .
هذان موضعان متماثلان - كما ترى - في المعنى.
وقد تكررت فيهما عبارة: (وَتَرَى الفُلكَ مَواخِرَ فيه) بتقديم " مواخر "
وهي حال من " الفُلك "
إن كانت الرؤية بصرية، ومفعولَ ثَان لـ " ترى " إن كانت علمية.
ثم أُخر لظرف: " فيه " عن " مواخر ". وهذا الترتيب أصلى.
هذا في النحل. . أما في فاطر فقد عكس الموضع. فقدم الظرف " فيه "
على: " مواخر " على خلاف الأصل. إذ الظرف من حقه التأخير على ما تقدم فما السر إذن؟
تقدم أن تقديم: " مواخر " في النحل على: " فيه " هو الأصل ولا مقتضى
للعدول عنه.
* سرد محكم:
أما تقديم الظرف: " فيه " على: " مواخر " في فاطر. فسببه فيما أرى
هو تعلق " لتبتغوا من فضله " به.
والتقدير: وترى الفُلكَ فيه تمخر الماء - أي تشقه - لتبتغوا من فضله. لذلك أخر: " مواخر " ليجاور معموله: " لتبتغوا " والأصل عدم الفصل.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute