[* ملامح مشتركة بين الصور الثلاث:]
هذه الصور الثلاث اشتركت في معنى عام لم تخل منه واحدة منها وهو تشبيه
الدنيا بماء أنزله الله من السماء. فأحيا الأرض بعد موتها. وأنبتت واخضرت
واكتملت صورة الأرض بالأشجار والزروع المختلفة الطعوم والألوان والحجوم فدبت على ظهرها الحياة مرحة نشيطة.
وحالف الحظ أقواماً فملكوا من حطامها وعروضها الكثير.
وسخروها لخدمتهم وتوصَّلوا إلى بعض من أسرارها
وقد بدت في أعينهم عروساً فاتنة. وظنوا أنهم قادرون على إخضاعها
لأغراضهم فركنوا إليها واثقين، وبينما هم كذلك جاءها أمر الله فدمرها تدميرا"
وأصبحت أثراً بعد عين كأن لم يكن لها وجود سابق.
والصور في المواضع الثلاثة من الصور المركبة شُبِّهت فيها الحياة الدنيا فى
زهوها وسرعة فنائها بصورة الزرع في نموه وازدهاره.
وصيرورته هشيماً جافاً وأعواداً متهشمة متكسرة لا يتعلق بها أمل.
ولا تغنى عن شيء؟
فجدير ألا يطمئن إليها عاقل ولا يغتر بها إنسان.
أو الوجه - كما يقول الزمخشري -:
" سرعة تقضيها وانقراض نعيمها بعد الإقبال ".
وقد برزت في ثنايا التشبيهات الرئيسية صور بيانية تدور حول التشبيه
والمجاز والقصر.
ففى آية " يونس " وردت التعبيرات الآتية:
(حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ) . .
وهذا مجاز طريقه الاستعارة التمثيلية.