قال صاحب الكشاف: " جعلت الأرض آخذة زخرفها على التمثيل بالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة من كل لون فاكتستها.
وتزيَّنت بغيرها من ألوان الزين ".
ووردت عبارة: (أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) فـ " أتاها أمرنا " مجاز حكمي علاقته المفعولية والتقدير:
آتيناها أمرنا، وفي الإسناد إلى الأمر من المبالغة والفخامة ما فيه.
و" جعلناها حصيداً " تشبيه مؤكد محذوف الأداة أي كحصيد.
و" حصيد " بمعنى مفعول ووضع " فعيل " مكان " مفعول "
لا يشعر به من المبالغة في المعنى.
و" كأن لم تغن بالأمس ". تشبيه مرسل لذكر الأداة فحواه تنزيل وجود
الدنيا حيث كانت بمنزلة العدم لسرعة فنائها وذهاب أثرها.
كما اشتملت الفاصلة على تشبيه: (كَذَلِكَ نُفَصلُ الآيَاتِ) . .
أى مثل هذا التفصيل الواضح تفسيرنا لكل الآيات.
وآية " الكهف " اختصرت المسافة من أقصر طريق.
وقد وصفت الهشيم الذي شُبِّهت به الدنيا بأنه " تذروه الرياح "
لدقة أجزائه وجفافه.
وحقَّرت آية " الحديد " الدنيا ووصفتها عن طريق التشبيه المؤكد بأنها:
" لعب ولهو " وهما لا يجديان على صاحبهما غير الألم والحسرة.
ثم قصرت: " آثر الحياة الدنيا " عند الراكنين إليها بأنه " متاع الغرور "
قصر موصوف على صفة وطريقه النفي والإثبات.
وترى التئاماً ساحراً بين مطلع الآية وفاصلتها.
* *
٢ - وصف الأعمال المخالفة للتوجيه الإلهى:
من ذلك وصف الغيبة في قوله تعالى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) .