والخطيب القزويني، وقد عرفه بقوله: " هو تشابههما في اللفظ ".
وغير هؤلاء كثير كالرماني. ولم يخل تعريف منها من النقد، والأقرب إلى
الصواب ما ذكره الخطيب مع اختصاره.
والأستاذ على الجندى يفضل تعريف العلوي وهو:
" اتفاق اللفظين في وجه من الوجوه مع اختلاف معانيهما ".
ولست أدرى ما الذي يحملنا على تفضيل هذا التعريف بعد ذكر تعريف
الخطيب وهو أقرب من تعريف العلوي إذ يقال:
" ما المراد بوجه من الوجوه؟
وما أكثر الوجوه التي يشترك فيها اللفظان ولا يقال إنهما متجانسان
كاشتراك لفظين في الاسمية أو الفعلية. . . وهكذا.
وكل ما يؤخذ على الخطيب أنه أغفل اختلافهما في المعنى.
ولهم مع ذلك تقسيمات كثيرة للجناس، لا أراها أنها تهمنا هنا بقدر ما يهمنا وروده فى القرآن. ووظيفته في جمال التعبير.
* *
* من صور الجُناس في القرآن:
ومن أمثلته في القرآن الكريم قوله تعالى:
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ) .
الساعة الأولى: القيامة، والثانية: المراد بها اللحظة من الزمن، وهذا
يسمى عندهم الجُناس التام الماثل.
وقد أثار ابن أبى الحديد جدلاً حول عد هذه الآية من الجناس وذلك فى
تعقيبه على رأى ابن الأثير بجعلها من الجُناس، ولكن الهق أن في الآية جُناساً
لاختلاف معنى اللفظين.