هل ما تقدم من الإعجاز العلمي بمظاهره الثلاثة: الخبر الصادق عن الماضي،
والتنبؤ الصادق عن المستقبل، والإشارات العلمية، والأحكام التشريعية.
هل هذا هو الإعجاز المقصود؟
لا ريب أن فيما ذكروه من الفروع الثلاثة إعجازاً من حيث أن البَشرية لم تصل ولن تصل طاقاتها إلى شيء من ذلك. ولكنه في الوقت نفسه ليس هو الإعجاز المقصود بالتحدى؟
لأننا لو قلنا به للزم أن يكون بعض القرآن غير مُعجز، فليس القرآن كله
إخباراً عن الماضي، أو تنبؤات عن المستقبل، وليس القرآن كله إشارات علمية، وليس القرآن كله أحكام تشريعية.
القرآن كتاب جامع لشتى الفنون والعلوم. فإعجازه إذن كائن في غير
ما ذكروه.
" إنما هو تحد بلفظ القرآن ونظمه وبيانه، لا بشيء خارج عن ذلك. فما هو
بتحد بالإخبار عن الغيب المكنون، ولا بالغيب الذي يأتى تصديقه بعد دهر
تنزيله، ولا بعلم ما لا يدركه علم المخاطبين، ولا بشيء من المعاني مما لا يتصل بالنظم والبيان ".
وهذا يسلمنا إلى الحديث عن المقصود الحقيقي بالإعجاز. وهو الإعجاز