للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم إذ هو وسيلته، ولأن الإيمان سبب عن العِلم الذي يهدى إلى النظر والتأمل وينَتهي إلى الإيمان الدعم بالدليل.

وتدل آية سورة " يونس " على نفى الإيمان كذلك: (فَمَا كَانُواْ ليُؤْمنُواْ

بِمَا كَذَّبواْ بِهِ مِن قَبْلُ) .

أما آية سورة " الروم " فتنص على نفى العلم صراحة: (كَذَلكَ يَطبَعُ

اللهُ عَلى قُلوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلمُونَ) .

وفي آية " النحل " إثبات الغفلة لهم أمر يستدعى - بداهة - سلب العلم

عنهم: (وَأؤلئكَ هُمُ الغَافلونَ) مع تقرير المعنى بتعريف الطرفين وتوسط

ضمير الفصل بينهَما. وهذا يفيَد القصر والتوكيد.

وتعود آية " المنافقين " إلى نفى الفقه، كما سبق في إحدى آيتى " التوية ":

(فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ) ، وفي " غافر " نجد ذلك الوصف: (مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)

وهما خلتان ذميمتان. لا يتصف بهما إلا جاهل أو من في حكمه.

وفي آية " محمد " كان اتباع الهوى هو الوصف اللازم لهذا الفريق والمتبع الهوى حقير ذليل.

* *

[* منهج القرآن في " طبع " و " ختم ":]

فهذه سُنة القرآن فقد اتبع كل تصوير مجازي لمادة " طبع " - بعد التزامه

ورودها في مواضع الذم - وصفاً مؤكداً للمعنى ومشعراً به.

وهذه الأوصاف مهما تباينت طرقها فإنها لا تخرج عن تسجيل أشنع ألوان الذم لهؤلاء المذكورين.

ولنا أن نسجل - هنا - في اطمئنان. أن هاتين الآيتين " ختم " و " طبع "

مادتا مجاز في القرآن. مع التزام " طبع " في مواضع الذم. و " ختم "

كذلك إذا كانت فعلاً. فإن كانت اسماً فهى للمدح لا غير.

* *

<<  <  ج: ص:  >  >>