أما إذا كانت اسماً فإنها تختص في هذه الحالة بمواضع المدح، وقد جاءت -
كذلك - في سورتين، إحداهما: سورة الأحزاب في قوله تعالى:
(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) ،
وقد أجمع العلماء على أن ختَم الرسل بمحمد عليه السلام وصف شامل لفضائل التعظيم اختص الله به محمداً عليه السلام.
والثانية - سورة المطففين: (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (٢٦) .
وهذه خاصة من خصائص الأسلوب القرآني إذ يفرِّق بين استعمالات الكلمة
الواحدة فيطرد استعمالها على صورة معينة في موضع ويطرد صورة أو صوراً
أخرى من استعمالاتها أيضاً في موضع آخر.
أما مادة " طبع " فقد استعملت كذلك في معنى الذم.
وقرن استعمالها فى كل موضع بوصف مشعر بذلك الذم.
على أن الغالب في الوصف هنا أن يكون بنفى العِلم أو الإيمان.
أو ما يؤدى إلى نفى العِلم بطريق التجوز في الكلام.
فآيتا " التوبة " اللتان ذكرناهما آنفاً. إحداهما فيها نفى العلم صراحة:
(فَهُمْ لاَ يَعْلمُونَ) ، والثانية تنفى عنهم " الفقه " الذي هو أخص من العلم:
(فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ) ، وآية " النساء " تنفى عنهم العلم صراحة. . .
أما آيتا سورة " الأعراف " فإحداهما تصريح بنفى " السمع:
(فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ) وهذا يتضمن نفى العلم عن طريق المجاز المرسل الذي علاقته السببية. لأن السمع سبب في " العلم " إذ هو وسيلته،
والثانية تُصرَّحَ بنفى الإيمان: (فَمَا كَانُواْ ليُؤْمنُواْ بمَا كَذَّبُواْ به مِن قَبْلُ) ،
وفي نفى الإيمان نفى للعلم النافع عن طريق المجاز المرسل الذي علاقته السببية، لأن السمع سبب فى