للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[* ملحظ مهم فات ابن الصائغ:]

وليس تقديم السمع مقصوراً على البصر. فقد قُدم على العلم - كذلك -

وهذا لم يتنبه له ابن الصائغ. والمتتبع لمواضع تقديم السمع على العلم وما جرى مجراه في القرآن يجد أنها اثنان وثلاثون موضعاً.

هي كل ما جاء فيه.

وهي فى المواضع الآتية:

سبعة في البقرة آيات: ١٢٧، ١٣٧، ١٨١، ٢٢٤، ٢٢٧، ٢٤٤،

٢٥٦، وثلاثة في آل عمران آيات: (٣٤، ٣٥، ١٢١،

وواحدة في النساء آية: ١٤٨، وواحدة في المائدة آية: ٧٦، واثنان في الأنعام آيتا: ١٣، ١١٥، وواحدة في الأعراف آية: ٢٠٠ وأربعة في الأنفال آيات: ١٧، ٤٢، ٥٣، ٦١، وموضعان في التوبة آيتا: ٩٨، ١٠٣، ثم يونس: ٦٥، ويوسف: ٣٤، والأنبياء: ٤، وموضعان في النور: ٢١، ٦٠، ثم الشعراء: ٢٢٠، وموضعان في العنكبوت: ٥، ٦٠، ثم فصلت: ٣٦، والدخان: ٦، والحجرات: ١

وكما قُدِّم السمع على البصر وما جرى مجراه، وكما قُدِّم على العلم، قُدِّم

ذلك على القُرب في قوله تعالى: (وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (٥٠) .

هذا ما يقف عليه الباحث في تقديم السمع على ما سواه.

وقد فات ابن الصائغ وهو يقرر تقديم السمع على البصر. لأنه أشرف منه. فاته تقديم السمع على العلم، وعلى القُرب. وهو يؤخذ عليه.

كما لا نُسلِّم له أن التقديم هنا من باب تشريف المقدَّم على المؤخر دون أن

يحتمل المقام تفسيراً آخر. ونحن نحاول ذلك فيما يأتي:

[* سر هذا التقديم:]

فتقديم السمع على البصر لكونه أهم منه، لأن ما يحصل من ضروب المعرفة

عن طريق السمع لا يحصل عن البصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>