للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[* تخريجنا لهذه المواضع:]

هذه خلاصة سريعة لما ذكره الإسكافي في توجيه هذه الأساليب.

وكنت قد ذكرت قبله ما يأتي: ويبدو أن فهم السر هنا يتوقف على ملحظين: الأول: ما هو المراد بالصابئين؟

الثاني: نوع الحكم الذي حكم به على هذه الأسماء. أو الفِرق الواردة فى

المواضع المتقدمة.

فالملحظ الأول يتضح أمره من أقوال المفسرين.

فالزمخشري والنسفي يريان أن الصابئين هم قوم عدلوا عن دين

اليهودية ودين النصرانية وعبدوا الملائكة،

ويذهب العلامة أبو السعود مذهباً قريباً من هذا.

أما الملحظ الثاني. . فإن نوع الحكم الحكوم بـ على هذه الفِرق، وهو

خبر " إن " مختلف من موضع إلى آخر.

فهو في البقرة: (فَلهُمْ أجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهمْ وَلاَ خَوْفٌ عَليْهمْ وَلاَ هُم

يَحْزَنُونَ) .

ومثله في المائدة: (فَلاَ خَوْفٌ عَليْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) .

وقد تقدم على كل من الخبرين ما يمهد ويرشح له ويلوح به،

ففى البقرة جاء قوله تعالى: (مَنْ آمَنَ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالحاً) .

وفي المائدة جاء قوله تعالى: (مَنْ آمَنَ باللهَ واليَوْمِ الآخر وَعَمِلَ صَالحَاً)

فههنا دعوة إلى الإيمان وحث وإغراء عليه. وهذا لا يكون إلا في حال

الحياة، فقدم النصارى على الصابئين إذ لا يبعد أن يكون المراد بهم صابئي

النصارى، وقُدِّموا لفظاً على نية التأخير معنى ليشمل صابئي الملتين: اليهود

والنصارى، وفي تقديم اليهود والنصارى عليهم لأنهم أفضل إذ هم أهل كتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>