[* ملاحظات مهمة:]
ويلاحَظ - هنا - أن المجاز مقصور على استعمالها فعلاً.
أما إذا استعملت صفة فإنها لا تخرج عن المعنى الوضعي.
ومن ذلك قوله تعالى: (كِرَاماً كاتِبِينَ) .
وقوله: (وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ) .
ويلاحَظ - كذلك - أن استعمالها فعلاً ليس دائماً بمعنى المجاز.
بل قد تأتى فى المعاني الوضعية كالآية المتقدمة، وكقوله تعالى:
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) .
ويلاحظ - كذلك - أن المجاز فيها متردد بين الاستعارة والمجاز المرسل، وقد
بينا وجه الاستعارة في صدر هذه الآية التي نحن بصدد الحديث عنها. .
أما المجاز المرسل فظاهر في قوله تعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥) .
وقد قلنا: إن معنى المجاز هنا هو التملى - حسب زعمهم - والتملى صائر
إلى الكتابة فعلاقته اعتبار ما سيكون، والقرينة امتناع إيقاع الكتابة دون
مصدر يمد بما سموه: أساطير الأولين.
*
[* التوبة والرجوع الحسي:]
و (هُدنا إليْكَ) : أي تبنا. من هاد يهود - إذا رجع. أو هاد يهيد.
والمعنى حركنا إليك أنفسنا وأملناها نحوك، ويجوز على ما ذكره الزمخشري
أن يكون الفعل مبنياً للمفعول. .
أي: حركت إليك أنفسنا وأميلت.