للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلها يستعملونها في السب.

وأصلها كلمة عبرانية معناها " أحمق "، فلما

سمع اليهود المسلمين يقولون هذه الكلمة افترصوها، ومن هنا ورد النهي عنها وجيء لهم بلفظ يعدله في المعنى لا شُبهة فيه لأحد، وهو " أنظرنا "

لعدم التشبه باليهود فيما يقولون. ولكى يسد عليهم منافذ الطعن والسباب.

فالخطأ - هنا - مُلاحَظ فيه تنزيه مخاطبات المسلمين عما يردده أعداؤهم من

اليهود مما له معنى مشين.

أما الخطأ في قول الأعراب: " آمَنا " فإن اللغة والشرع يفرقان بين معنى

اللفظين، فالإيمان الذي اشتقوا منه الفعل " آمَنا " مطلوب في تحقيقه أمران:

نطق باللسان، وتصديق بالقلب ليواطئ القول الاعتقاد.

وهم لم يكونوا كذلك لأن نصيبهم من الشريعة حين ادعوا ذلك لا يجاوز القول باللسان والمتابعة الظاهرين بدليل: (وَلمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِى قُلوبِكُمْ) .

وحالهم هذه ينطبق عليها معنى الإسلام - الذي اشتق القرآن منه في توجيههم

" أسلمنا " - إذ هو حقيقة الامتثال الظاهرى للشريعة من قول أو عمل. لذلك وجههم القرآن إلى أن يقولوا قولاً مطابقاً لحالهم وهو " أسلمنا ".

* *

[* ملحظ بياني دقيق:]

والخطأ هنا لغوي اصطلاحى كما ترى.

وفي الآية ملحظ بياني دقيق إذ أمر الله رسوله أن يقول لهم: " لم تؤمنوا "

وعَطف قوله تعالى: " ولكن قولوا أسلمنا " يقتضي أن يكون المعطوف عليه:

"لا تقولوا أمنا " ليعطف القول على القول.

وإنما عدل عنه كراهة أن يقع النهي

<<  <  ج: ص:  >  >>